ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية؟
بمجرد أن تبدأ في ممارسة التمارين الرياضية قد تقلق بشأن فقدان تقدمك في حالة ما إذا أخذت إجازة. ومع ذلك فإن قضاء بضعة أيام في ممارسة التمارين يعد أمرًا جيدًا بالنسبة لك ويمكن أن يساعدك في الوصول إلى أهداف لياقتك على المدى الطويل.
من ناحية أخرى فإن قضاء وقت طويل في الاستراحة يعني أنك ستبدأ بفقدان العضلات واللياقة البدنية التي اكتسبتها. تعتمد سرعة حدوث هذه الخسارة على عدة عوامل بما في ذلك مستوى لياقتك قبل الاستراحة.
في معظم الحالات لن تفقد الكثير من قوتك إذا أخذت إجازة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ولكنك قد تبدأ في فقدان القدرة على التحمل خلال بضعة أيام.
في هذه المقالة التي بين أيدينا سأشرح لكم ما الذي يحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية؟
لكن في البداية سأقدم لكم تعريف بسيط للشخص الرياضي.
الشخص الرياضي هو الذي مارس الرياضة من خمس إلى ست مرات في الأسبوع لأكثر من عام. في بعض الحالات يعتبر الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بضع مرات فقط في الأسبوع ولكنهم يقومون بذلك منذ سنوات رياضيين أيضًا.
مالذي يحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية؟
فقدان القوة العضلية
يمكن أن يبدأ الرياضيون بفقدان قوة عضلاتهم بعد ثلاثة أسابيع إذا لم يمارسوا الرياضة، وفقًا لبعض الدراسات، يفقد الرياضيون عادة قوة عضلاتهم أقل خلال فترة الراحة على خلاف الغير الرياضيين.
ستلاحظ أن جسمك بدأ يفقد قوته ببطء بعد هذه المدة من التوقف، كما ستلاحظ أيضا أنك تفقد اللياقة التي كنت تتمتع بها، لن تعود العضلات بنفس بالقوة التي كانت عليها أثناء ممارسة الرياضة، كما ستنخفض مرونتها أيضا.
فقدان لياقة القلب
تساهم التمارين الرياضية بشكل كبير في المحافظة على صحة القلب وقوته، عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية سيؤثر ذلك على قدرة قلبك في ضخ الدم الى جسمك.
في دراسة أجريت على 21 عداءً شاركوا في ماراثون بوسطن سنة 2016 ثم قلصوا من تمرينهم في الركض من 32 ميلاً في الأسبوع إلى 3 أو 4 أميال في الأسبوع. بعد أربعة أسابيع من هذا الروتين المخفض تراجعت لياقة قلبهم بشكل ملحوظ.
اكتساب الوزن
عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية سيبدأ جسمك في اكتساب الدهون، سوف تشعر بالزيادة في وزنك وفي محيط خصرك بالاضافة الى انخفاض معدل الأيض والإقبال بشراهة على تناول الطعام وبالتالي صعوبة القيام بأبسط التمارين الرياضية.
الإرهاق العقلي
لا تتوقف الآثار السلبية عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية على الجانب البدني فقط، بل تشمل أيضا الجانب العقلي: فعند إهمالك لممارسة الرياضة يقل مستوى مادة الدوبامين في عقلك، وهي عبارة عن مادة كيميائية تتفاعل مع دماغك لتزيد من نشاطك و قدرتك على التحكم في أعضاء جسمك.
كما تعتبر مادة الدوبامين أيضا المادة المسؤولة عن الشعور بالسعادة والراحة في دماغ الإنسان، عند التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية تبدأ في الشعور بالاكتئاب والحزن، بالإضافة إلى الخمول والكسل.
الشعور بالأرق
يتسبب المجهود الذي تبدله أثناء ممارسة التمارين الرياضية في زيادة حاجتك إلى النوم الصحي لإنتاج هرمون التستوستيرون (testosterone) و هرمون النمو (growth hormone) اللذان يقومان بإصلاح وإعادة ترميم الأنسجة العضلية التالفة نتيجة أداء التمارين الرياضية.
الأمر الرئيسي الذي يجعل الرياضيين يستيقظون بنشاط وحيوية، على عكس الأشخاص العاديين الذين لا يبذلون الكثير من المجهود، خلال اليوم، الشيء الذي يجعلهم يمتلكون طاقة كبيرة تجعل النوم اَخر ما يودون القيام به، وهذا ما يفسر نوم الرياضيين في أوقات مبكرة كل يوم.
العمر والجنس
يمكن أن يلعب عمرك وجنسك دورًا في مدى سرعة فقدان لياقتك. مع تقدمنا في العمر يصبح من الصعب بشكل متزايد الحفاظ على مصدر العضلات وقوتها. خلال فترة الراحة يعاني كبار السن من انخفاض أكبر في اللياقة البدنية.
قد يفقد كبار السن ضعف قوتهم مقارنة مع الشباب. كما أن التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية يسبب انخفاضًا في هرمون الاستروجين لدى النساء مما يقلل من كتلة العضلات وقوتها.
كيف استعيد لياقتي البدنية بعد التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية؟
يتمكن الرياضيون من العودة إلى مستويات لياقتهم السابقة بشكل أسرع من غير الرياضيين، وفقًا لدراسة عام 2010.
يستعيد الرياضيون قوتهم العضلية السابقة بسرعة أكبر بسبب الذاكرة العضلية. تشير دراسة حديثة إلى أن هذا يحدث على المستوى الجيني. ووجد الباحثون أن جينات العضلات المصابة “تتذكر” نمو العضلات عندما تبدأ في تدريب تلك العضلات مرة أخرى، حتى بعد فترة انقطاع طويلة تستجيب الجينات بسرعة أكبر من الجينات في العضلات التي لم يتم استخدامها سابقًا.
إذا كنت غير رياضي فستكون لديك أيضًا ذاكرة عضلية من نشاط سابق، لكن جيناتك لن تكون سريعة في تذكر تمرينك السابق إذا لم تكن متسقة للغاية. ستظل قادرًا على العودة إلى مستوى لياقتك السابق بشكل أسرع مما كانت عليه في المرة الأولى، لكن الأمر سيستغرق وقتًا أطول.
كلما كان شكلك أفضل أثناء التدريب، ستتمكن من العودة إلى ذلك المستوى بشكل أسرع.
خلاصة القول:
أخذ إجازة لبضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة في كثير من الحالات لن يعطل تقدمك بشكل خطير. تذكر ستتمكن أيضًا من الوصول إلى ذروة مستويات اللياقة البدنية الخاصة بك بشكل أسرع بعد فترة انقطاع عما كنت عليه عندما بدأت التدريب لأول مرة.
إذا كنت بحاجة إلى تقليص تمرينك دون التوقف تمامًا، يمكن أن يساعدك التحدث مع مدرب شخصي ليزودك بخطة تأخذ في الاعتبار نمط حياتك ومستوى لياقتك وأهدافك وأي إصابات. يمكن أن يساعدك العثور على الروتين المناسب على الاستمتاع بالتمرين والتمسك به على المدى الطويل.
إذا أعجبك المقال هناك المزيد على haronefit