هناك شيء واحد تعلمته بعد تقديم المشورة للعديد من العملاء وهو أنه لا توجد طريقة للتنبؤ بدقة المدة التي قد يستغرقها فقدان الوزن الطبيعي. لكن من المهم جدا فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على فقدان الوزن وسبب ذلك.
هذه المقالة تشرح ما يمكن توقعه أثناء فقدان الوزن الطبيعي، كما ستساعدك على الإستمرار في الريجيم إذا شعرت بالإحباط من المعدل الذي تفقد به الوزن. فيما يلي بعض الأفكار حول كيفية عمل فقدان الوزن الطبيعي، ولماذا يعد التخلي عن الأنظمة الغذائية التقييدية أحد أفضل الطرق لمعرفة النتائج.
فقدان الوزن الطبيعي والبطيء أفضل بشكل عام
ربما سمعت أن المعدل لفقدان الوزن الطبيعي هو رطل إلى رطلين أسبوعيًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الأشخاص الذين يفقدون أرطال بهذا المعدل يكونون أكثر نجاحًا في الحفاظ على الوزن (الهدف النهائي).
بينما يرغب الكثير من الناس في إنقاص الوزن بشكل أسرع، فقد ثبت أن فقدان الوزن الطبيعي يؤدي إلى فوائد صحية، مثل تحسين ضغط الدم وكوليسترول الدم وسكر الدم.
إقرأ هذه المقالة: أسرار فقدان الوزن بسرعة، تخلص من وزنك في اسرع وقت
لماذا يفقد بعض الناس الوزن بشكل أسرع
إن فقدان رطل واحد إلى رطلين أسبوعيًا هو أيضًا معدل معقول بالنسبة للكثيرين، حيث لا ينبغي أن يتطلب عادات شديدة في الأكل أو ممارسة الرياضة. ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على سرعة فقدان الوزن. الأول هو ببساطة مقدار الوزن الذي يجب أن تخسَره.
باختصار، الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل عام يفقدون الوزن بشكل أسرع، والذي يعتمد جزئيًا على السعرات الحرارية.
على سبيل المثال، إذا كنت تتناول سعرات حرارية كافية للحفاظ على وزن 170 رطلاً، وقمت بتقليل سعراتك الحرارية إلى مستوى يحافظ على 130 رطلاً فقط، فقد تسببت في عجز في السعرات الحرارية.
كلما زاد عجز السعرات الحرارية، زادت سرعة فقدان الوزن، لهذا السبب يفقد الأشخاص الذين لديهم 40 رطلاً الوزن بشكل أسرع من أولئك الذين لديهم 15 رطلاً فقط ليخسروها.
لكن مع فقدان الوزن، يتقلص العجز، وهذا هو السبب في أن معدل فقدان الوزن يتناقص كلما اقتربت من هدف وزنك، بغض النظر عن المكان الذي بدأت فيه.
في حين أن السعرات الحرارية مهمة جدا، فإن المفهوم القائل بأن فقدان الوزن مرتبط تمامًا “بالسعرات الحرارية الداخلة مقابل السعرات الحرارية الخارجة” أمر متجاوز.
إنه أيضًا مؤشر ضعيف لمدى سرعة فقدان الوزن. ذلك لأن جودة السعرات الحرارية التي تتناولها وتوازنها وتوقيتها تلعب أيضًا أدوارًا رئيسية في كيفية فقدان الوزن الطبيعي.
على سبيل المثال، قد لا يؤدي تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها مع الاستمرار في تناول الكثير من الأطعمة المصنعة، أو تناول جزء كبير من السعرات الحرارية في المساء، إلى فقدان الوزن بهذه السرعة.
وجدت دراسة نشرت عام 2017 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن استبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة لمدة ستة أسابيع أدى إلى ارتفاع معدلات الأيض أثناء الراحة (زيادة حرق السعرات الحرارية) بين الرجال والنساء بعد انقطاع الطمث.
وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة واشنطن في سانت لويس أنه في النساء بعد انقطاع الطمث، فإن أولئك اللواتي تناولن الكمية الموصى بها من البروتين قد عانوا من أكبر الفوائد في التمثيل الغذائي وحساسية الأنسولين، حتى بالمقارنة مع أولئك الذين اتبعوا نظام غذائي عالي البروتين.
ووجدت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أن تناول العشاء متأخر يزيد من تحمل السكر في الدم ويقلل من كمية الدهون المحروقة. لذا لا، المعادلة الحسابية البسيطة ليست المحدد النهائي لمقدار الوزن الذي ستخسره، أو السرعة.
إليك: النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية، هل يساعد في انقاص الوزن؟
هل القليل من السعرات الحرارية يمكن أن يوقف فقدان الوزن الطبيعي؟
إذا كنت تميل إلى تناول عدد أقل من السعرات الحرارية، من فضلك لا تفعل ذلك. يمكن أن يؤثر خفض السعرات الحرارية بشكل منخفض جدًا سلبًا على فقدان الوزن، لأن جسمك يمكن أن يبدأ في وضع البقاء على قيد الحياة ويحافظ على السعرات الحرارية ويقاوم فقدان الوزن.
هذا صحيح بشكل خاص عندما تأكل سعرات حرارية أقل مما تحتاجه لدعم وزن صحي. على سبيل المثال، إذا كان الأمر يتطلب 1600 سعرة حرارية لدعم وزنك المثالي وخفضت مدخولك إلى 1200، أو حتى أقل من 1600، فمن المحتمل أن تقاوم فقدان الوزن، أو تفقد الكثير من كتلة العضلات كجزء من فقدان الوزن.
هذا الأخير يمكن أن يُضعف وظيفة المناعة، وقد يزيد من مخاطر الإصابة، ويقلل من فرص الحفاظ على الوزن. في الأساس، يجب عليك معرفة عدد السعرات الحرارية التي تتناولها من أجل إنقاص الوزن. عليك فقط التوقف عن تناول الطعام أكثر مما يتطلبه الأمر للحفاظ على هدف وزن صحي.
معادلة السعرات الحرارية معقدة
التمثيل الغذائي، الذي هو أساسًا كيفية حرق الجسم للسعرات الحرارية، هو عامل مهم في لغز فقدان الوزن، وهو معقد.
تلعب الهرمونات المنظمة للشهية أيضًا دورًا في إنقاص الوزن. يمكن أن يتأثر كلاهما بعوامل مثل قلة النوم، والإجهاد، وتكوين ميكروبيوم الأمعاء، ومجموعة الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي.
تُظهر الأبحاث أن ميكروبيوتا الأمعاء يمكن أن تؤثر فعليًا على جانبي معادلة توازن السعرات الحرارية، بمعنى أنه يؤثر على كيفية استخدامنا للسعرات الحرارية من الأطعمة التي نتناولها، وكيفية حرقها أو تخزينها. لهذا السبب، بالإضافة إلى العوامل الوراثية، فإن فقدان الوزن، ومدى سرعة إنقاص الوزن، ليس بهذه السهولة.
تقلبات الوزن طبيعية
من المهم أيضًا أن تعرف أن فقدان الوزن الطبيعي ليس دائمًا خطيًا. من الطبيعي أن يتغير وزنك من يوم لآخر، حتى من ساعة إلى أخرى.
عندما تخطو على الميزان، فأنت تقيس كل شيء له وزن، ليس فقط عضلاتك وعظامك ودهون جسمك، لكن أيضًا حجم الماء (الذي يمكن أن يتغير بسرعة وبشكل سريع)، والأطعمة غير المهضومة (حتى لو كانت ستحدث لاحقًا)، بالإضافة إلى نفايات في الجهاز الهضمي لم يتخلص منها جسمك بعد.
إذا كنت تحتفظ بالمياه، بسبب الدورة الشهرية أو تناول وجبة مالحة إضافية، فسيكون وزنك على الميزان أعلى، حتى لو كنت قد فقدت دهون الجسم في نفس الوقت.
المهم هو نمطك الشخصية. لا تقلق بشأن التقلبات المؤقتة أو المتوقعة. من ناحية أخرى، إذا رأيت زيادة مفرطة في وزنك، بدلاً من نقصان الوزن، فراجع حساباتك. هل كنت تطلب وجبات سريعة في كثير من الأحيان (مما قد يعني المزيد من السعرات الحرارية المخفية)، أو تناول وجبات خفيفة بشكل متكرر بسبب الإجهاد؟ إذا كان الأمر كذلك، يمكنك معالجة هذه المشكلات ثم متابعة النتائج.
إليك: أفضل وقت لوزن الجسم في اليوم
تحلى بالصبر، لا تُثبط عزيمتك
لا يمكن لأي شخص أن يتوقع بشكل واقعي مقدار الوزن الذي سيخسره بالضبط خلال إطار زمني معين. الحقيقة هي أن التركيز على عادات صحية ومتوازنة يمكنك الالتزام بها أكثر أهمية بكثير.
لقد رأيت عددًا لا يحصى من الأشخاص يفقدون الوزن بإصلاحات سريعة أدت إلى استعادة كل (أو أكثر) من الوزن الذي فقدوه. هذا النوع من الأنظمة ليس مفيدًا لصحتك، ولا يستحق العذاب.
إذا كنت في رحلة إنقاص الوزن، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو التركيز على الصورة الأكبر، والتوافق مع العادات الصحية (وهذا لا يعني أن تكون مثاليًا)، فقط كُن مرنا وتحلى بالصبر.
ستعرف ما إذا كنت تسير في الاتجاه الصحيح. حتى لو استغرق الأمر وقتًا أطول للوصول إلى هدفك، فمن المرجح جدًا أن تحافظ على وزنك بعيدًا بشكل دائم، وستشعر بسعادة أكبر على طول الطريق.
كان معكم كوتش هارون صاحب موقع haronefit ومدرب معتمد من الأكاديمية الدولية Fabulous Body.
إذا أعجبك المقال لا تنس مشاركته مع أصدقائك في مواقع التواصل الإجتماعي، سأكون سعيدا بذلك وسأعمل بجِِد على تقديم أفضل المقالات الخاصة بالتغذية الصحية والرياضة.
يمكنك إيجادي هنا: Instagram, Facebook, Quora للإستفسار والمتابعة أون لاين.
اقرأ المزيد:
